الاثنين، 25 يناير 2010

معيشة ابائناء الجزء الثاني عشر

معيشة ابائنا الجزء الثاني عشر
هذه السلسه لابنائنا الذين لم يعايشوا وقتا صعبا شديدا وحياة قاسيه من حيث المعيشه الا انها زاخرة بالورع والتقوى والبر والاحسان والطمانية والرضي والقناعه وانني من واقع المصداقيه ورغبه في طرح المعلومه والاضافه عليها ادعو كل من لديه اضافات ان يتكرم بالاضافه وله الشكر ومن يشكك في بعض التفاصيل فانني اقول * ان ما نسطره هو مما رايناه بالعين اوماقرائناه من كتب او ما سمعناه من السن الاخرين فاذا تعلق الامر بما رايناه فسوف نجادل بهدوء ومنطق وموضوعيه واذا تعلق الامر بما قراءناه فسوف نحيل المشكك الى الكتاب الذي استقينا منه المعلوم اما اذا كانت المعلومه مما سمعناه فان الامر عندها يتسع وليس لنا هدف سوى وضع المعلومه والتحقق من صحتها والله ولي التوفيق
************************************************** ******
(استدراك على موضوع النجارين حيث لم اذكر احد النجارين الشبان وهو الابن خالد سعيد علي باجبير نجار مجيد لديه خيال واسع وصنعة جميله وقوية يمارس مهنته في منزل والده بالقوز *)كما ارجوا ان يسامحني الربع لما قد يكون من تكرار او اخطاء مطبعيه وارجوا ان يعذرونني في ما وعدت به ان تاخرت في الوفاء به كما وعدت فالامر جد شاق على لسبب ضغط العمل وضعف قدرتي على الكتابه السريعه ولرغبتي في مراجعة ما اكتب حتى استر عنه عوراته *
الحدادين
تطلق مهنه الحداد على الشخص الذي يتعامل مع الحديد صناعه على وجه الخصوص وهناك اسر كثيره يطلق عليها اسم الحداد وغالبا ما يكون امتهان العمل سبب في التسميه بالتبعيه وقد يكون هناك اسباب اخرى لتسمية بعض الاسر بالحداد كما هي الاسره الشريفه لدينا في حضرموت المنتسبه الى الامام عبد الله بن علوي الحداد ولا اعلم سبب التسميه مع العلم ان العمل لا يعيب أي فرد فالانبياء رعوا الاغنام وكان نبي الله داوود حداد الا انني اتسائل عن سبب التسميه لان من طبيعتنا كعرب ان يكون تسميتنا ربطا بالعمل كالنجار والحداد والسقاف والحجار وغيرها من المهن * والحدادة مهنة صعبة جداً وتحتاج الى الصبر والارادة والتحمل كما تحتاج الى القوة فجلوسك امام النار طوال اليوم في جو حار وقيامك بعملية الضرب باستمرار لاشك انه يحتاج الى صبر وقوة غير عادية والمهارة في مثل هذه المهنة مطلوبه فلا بد ان تجمع بين القوة والمهارة لصناعة اي اداة حتى وان كانت بسيطة.لقد كانت مهنه الحداد في عينات من المهن المعتبره وغالبا ما يكون اصحاب هذه المهن اصحاب مدارك واسعه وافكار متقدة ونبوغ في المهنه وفي الجوانب الثقافية لانهم واثناء مهنتهم يخالطون مختلف الشرائح الاجتماعية ومن كل المهن ويخالطون الفقهاء والعلماء واصحاب الاعمال الاخرى ممن يحملون موهلات الخبره والاتقان في اعمالهم وغالبا ما تكون المحداده او المصوغه مكانا وملتقى لمجموعه من الاصحاب وتكون مزارا لاخرين ممن يرغبون في انجاز عمل لهم او ممن تعودوا على الاستماع او المشاركه في الاحاديث وعلى كافة المستويات فقد كان الحديث يبداء عن اخبار البلد ثم يتغير الى اخبار العالم عبر اثير الراديو الذي كان يمتلكه بعض الناس الى احاديث الشعر والادب وكافه فنون الحديث وغالبا ما كان الحدادين او الصاغه يكتسبون مهارات في الادب او الشعر وكانو يقتربون من الاعيان لقد كان الخال عبيد مبارك بامقيشم اديبا بارزا وحقوقيا متمرس فقد كان يكتب الكثير من اوراق العرض حال الى القائم اذا طلبها منه صديق او صاحب او قريب وكان خطابه قويا متمكنا واحيانا شديدا لقد كتب لوالدي رحم الله الجميع عدة عرض حالات لبعض القضايا وقد اصدر القائم حكما في احد تلك القضايا ملزما لصالح والدي الا انه لم يتم تنفيذه فكتب ابو مسلم على لسان والدي كتابا للقائم يخبره فيه بان الحكم الذي اصدرته انما هو عباره عن( حبر على ورق) وفي هذا دلاله على الشجاعه والقدره على التعاطي مع اصحاب المسئولية كما كان شاعرا مفوها الجميع يحسب له حساب وبعض ردوده التي يلقيها في اثناء الاحتفالات بالقناصه او بالفرننجله توصله الى مرحلة الشعراء الكبار *ايضا كان هناك شاعر حدادا او صائغا ( اغفل الرواة اسمه * ولنطلق عليه اسم شاعر عينات )كما وصل لعلمي لديه محداده في بيت ال رميضان بالنويدره قرب بيت ال حمدون وكان شاعرامجيدا ومشهود له بذلك على مستوى عينات وما جاورها ولان عينات مركز فان شهرته قد وصلت الى دوعن التي كان فيها بذلك الوقت شاعر كبير اخر وقد وصل الى سمع شاعر دوعن ان هناك في عينات شاعر اقوى منك واقدر فقال لا يمكن وعزم على تحدي شاعر عينات فقرب فرسة وجمع زاده وتاهب للسفر الى عينات والمسافه طويله تحتاج لايام وقد رتب امره بعد ان استعلم عن شاعر عينات ومكان جلوسه وموعد تواجده وتواجد العديد من ابناء عينات لديه لكي يكونو شاهدين على الهزيمه المنكره التي يمني نفسه بان يضعها على شاعر عينات واحكم خطته فانه سيبداء عند وصوله الى المحداده بقول بيت من الشعر الذي لا يحتمل الا الرد ببيت مثله ثم يعقب ما قاله مباشره بالسلام فاذا رد شاعر عينات عليه السلام ثم فكر في الجواب فانها الهزيمه الكبرى والنجاح بالنسبه له وقد رتب الامر على ان يقول مايلي ( بــن نعيـمان المـسمــى في النسب يرجع لمن ) السلام عليكم * وسار على خيله وهو معجب بالفكره لان على شاعر عينات ان يرد عليه جوابا لبيت الشعر قبل ان يعيد السلام والا اعتبر من الخاسرين وكيف يجيب على تسائله وهو لا يعرفه ولم يسمع عنه * فدخل عينات في الموعد الذي اختاره بحيث يتواجد كثره من ابناء عينات وابناء المناطق من تريم وغيرها واتجه نحو المحداده ودخل وقال بصوت مرتفع ( بن نعيمان المسمى في النسب يرجع لمن – السلام عليكم * فرد عليه شاعر عينات مباشره ودون تاخر ( فرخ في جيز الفروخ مادرينا ولد من – عليكم السلام تفضل يامرحبا وسهلا بك فرد عليهم حقي معي وغادر مباشرة – فكانت القاضيه بالنسبة له ليس لان الرد قد وصله وليس لان شاعر عينات قد تغلب عليه بل لان مدلولات الرد هي المؤلمه والفرخ لدى ابناء وادي حضرموت هوالشخص الذي لا ينسب لابيه أي جاء عن طريق السفاح – ايضا يقولون لغرس النخله الصغير فرخ لان ابوه غير معروف فقد يكون طيرا او نحله او يد انسان من نقل الفخطه للنخله من فحل نخله غير معروفه – ايضا الفرخ هو صغير الطيور – وهناك عائله في سوريا تسمى عائله الفرخ ومنها فنان معروف على مستوى سوريا – في العراق لا يرون في كلمة فرخ اهانه بل يقولون على الطفل الصغير فرخ – والمجتمعات لها مذاهب في مثل تلك الحكايات *ايضا الذكاء والرد السريع تابع لسرعة البديهه وهو امر يتميز به بعض الافراد ولذلك يكون لردودهم انتشار ويشتهرون في المجتمعات وقد الف الادباء فصولا عده في مثل هذه المسائل سموها ( الاجوبة المسكته - ولولا خوف الاطاله لوضعت بعض الفكاهات والقصص ) لااذكر من اهل عينات كثيرون من السابقين ممن يمكن وصفهم بسرعه البديهه ويقال عن المرحوم سعيد عميرة وكان يسكن في حافة القوز انه كان يتمتع بقدره كبيره على الرد المفحم السريع ويتمتع بفكر فكاهي عالي لدرجه ان بعض اصحابه يقدمون له ورقة بيضاء لا كتابه فيها ثم يقولون له اقراء الرساله التي ارسلت من جاوه او من افريقيا او من المكلا او من الكويت فيقوم بقرائه رساله كامله المعاني والالفاظ يضع فيها من الاخبار والاحوال والشرح الكثير ويقولها بطريقة الرجز الجميل وكل بلد لها اسلوب يختلف عن الثاني انه الذكاء الفطري وممن اعرفهم ممن يمتلكون سرعه البديهه الاخوه- سالم عبود بن خليفه + عمر احمد رميص + سالم عبيد جمعان + صالح عبيد ميسره + صالح عوض الرميدي ولعل هناك الكثير غيرهم ** وما اذكره شخصيا عن اماكن الحداده يتلخص فيما يلي – كان المرحوم عمران بن قاسم يملك محداده في سوق عينات وذاكرتي لا تحمل عنه معلومات كما كان عمر بامزورع لديه محداده ( ولا اذكره بشكل كافي) في الجانب الجنوبي من مركز الشرطه وبابها يقابل مسجد الشيخ ابوبكر كان والدي كان يرسلني له ربما لسن فا س او شفره او سكين او نحو ذلك وربما كان احد من ال باقطيان لدية محداده ( يقولون ا ن ال باقطيان مشهورين بصناعة الجنابي وهذا في الشحر وقد ذكرهم الشاعر المحضار بالقصيده الشهيره ( ياباقطيان صلح لي زهاب الجنبيه ) وكنا ونحن صغار نردد اهازيج تقول ( باقطيان ما يلبس الكاره يلبس الا صواريم من جاوه ) والكاره هي قماش ابيض كالذي يستعمل لتكفين الاموات كان هذا اللباس يستعمل بكثره خصوصا لدى عمال البناء اثناء العمل لانه رخيص ومتوفر وقد يلبسه من يشكو من فقر وقله مال – وهناك ايضا محدادة الخال المرحوم ابو مسلم الموجوده في منزله بالنويدره وكانت تمتلي بالزوار وبمن لديه عمل يريد انجازه وغالبا في ايام الحر كان المرحوم ينتقل الى خلف البيت للجلوس ( بالفاي ) أي في الظل حتى تصل اشعه الشمس اليه عند الظهيره والامر يحصل ايضا في الشتاء حيث الحرص على الجلوس في اشعه الشمس الدافئه * لقد غادر المرحوم عمران بن قاسم الى تريم واستوطن فيها ولا اعرف ماذا حصل لباقطيان او بامزروع ولم يبقى لممارسة مهنه الحدادة سوى ابو مسلم الذي كان مجلسه مجلس شعر وادب وكنت احرص على الحضور اذا توفر الوقت لدي ومما اذكره عنه ذكائه الحاد ونظرته الثاقبه للامور وقدرته الكبيره على الارتجال بالشعر وله مع العديد من الشعراء القدماء مساجلات وردود وممن اعرف عنه انه كان يتبادل الرد بالقصائد معه من جيلي الشاعر الاخ محمد سعيد بازمول ولعلنا نطرق هذا الموضوع في بحث اخر * ان مما يؤسف له ان تنقرض من عينات بعض الصناعات الاساسيه المتمثله بالدباغه وصناعه الحلي الفضيه والذهبيه والحداده بما ينتج عنها كما سيرد وهي قضيه هامه على تقدم الامم فالامم لا تتطور الا بالصناعه والانتاج اما النقاشات البيزنطيه والاختلافات فانها لا تقدم بل تؤخر وللاسف فان المجتمع بنفسه احيانا يساهم في القضاء على مهنه ما اذا ما اتجه افراد ذلك المجتمع لشراء الصناعات الخارجيه حتى اصبحنا حاليا نعتمد في حياتنا على ما يصنعه اليابان والصين وامريكا وغيرها من الدول واستكانت انفسنا الى اننا اصبحنا نستورد حتى الدشاديش مخيطة من بلد المصدر بدلا من استيراد القماش او صناعته ومن ثم خياطته ونحن بذلك نبني دولا ونهمش دولنا * واذا اردت ان اضع قائمه بما كان يصنعه الحدادون المهره فكما يلي ** اولا يجمعون حديد الكمالات الخاص بالسيارات وكانت الكمالات متوفره بكثره نظرا لاستعمالها في السيارات الناقله ونظرا لصعوبه ووعورة الطرق فقد كانت تتكسر بكثره وهو ما ساعد على انشاء صناعات من حديدها اللين والمرن ايضا حديد المبارد وحديد براميل الزيت والديزل ومن تلك الصناعات الفؤس والمزاحي والسكاكين ( الهراميز ) وشفرات الذباحه الحاده والشريم والحلي للزراعه والكوانين الخاصه باضرم النار لعمل القهوه (و الشاي لاحقا) والمسامير التي تصنع لوضعها في ابواب الخشب ذات الراس الدائري الكبير ومجمع صغير يحتوي على مسله ومقبض لنزع الشوك يسمى قطب اذا لم تخني الذاكره كما يتم صنع المقالي مفرده المقلى وقد اشتهر المرحوم خريف بادباه بتلك الصناعه يتم ايضا صنع معاليق القرب والخطاف الذي يستعمل للامساك بالغرب او الدلو او أي شيئ يسقط في احدى الابار بعد ان يربط بحبل طويل ايضا السيف الذي يستعمله المعلم للمدر كما يتم صناعة الشقف وهو وعاء كبير يستعمل لوضع الاطعمه ويعلق في السقف حتى تكون بعيده عن ايدي الاطفال والهرار والفئران ويشبه السله الواسعه ( ومما كنا نردده في امسيات الليل قبل النوم تلك الطرفه بان نقول ( الشقف في السقف والسقف فيه شقف ) عدة مرات وبسرعه ولا بد من الخطاء الذي يستوجب الضحك والفرح وهي شبيهه بمقوله ( حمار مربوط في شجرة العرطرط هو يضرط وانا اخرط ) ولا بد من الخطاء عند التكرار بان تبدل الفعلين بينكما تلك بعض من تسليتنا في الليالي الطويله ولعل لذلك بحث اخر – ومن ضمن صناعات ابو مسلم القعادات الخاصه بفناجين القهوة والطبال الصغيره وهي صناعة حرفيه جميله تصنع من النحاس الخفيف وتشبه الصينية الصغيره التي لها حواف مرتفعه ولها حامل يشبة المغر او القبع ترتكز عليه ويتم تخدير جوانب الحواف باشكال جميله جد ولا زلت اتذكرها واعتقد انها لو توفرت في هذا الزمن لتهافت الاوربيون على شرائها باعتبارها تحفة فنية ايضا مما يصنعه ابو مسلم الكانون المصنوع من القصطير او الالمنيوم الخفيف كانت صناعته دقيقه وجميله وكانت عدة العروس وجهازها ناقصا ان لم يكن فيه كانون من صناعة ابو مسلم واظن ان بعض الاسر لا زالت تحتفظ به لانه من الصعب عليهم ان يستعملونه ويعرضونه للنار لما فيه من جمال ايضا كان الحدادون اجمالا يقومون بعمل القاز ابو خمسيه وهو على شكل علبة لبن كورنشن وله بالوسط ماسوره صغيره مجوفه يتم وضع الفتيله المكونه من الخيوط فيها حتى تصل الى وسط العلبه التي تحتوي على القاز الكيروسين ويبقى مشتعلا يضيء ظلام المنازل والمساجد والقبب كما كانو يقومون باصلاح الكثير من الادوات التي تحتاج الى لحام بالرصاص وفي فترات لاحقه انتشر سراج الفانوس ابو زجاجه ثم تبعه التريك ابو مئة ثم ابو مئتين وقد برع ابو مسلم في صيانتهم واصلاحهم واصبح ذلك ياخذ اكثر وقته خصوصا بعد انتشارهم بحيث اصبحو في كل بيت تقريبا وقد كنا في ليالي الصيف عندما كانت اسطح المنازل هي الملاذ الوحيد للنوم بسبب الحراره ورغبة في الحصول على هواء نقي وبارد فقد كان السطح الريم وجهة الجميع وكان المنظر في غاية الجمال وانت تنظر الى عينات وقد ارتفع فوق كل ريم اوسطح تريك ابو مئة او مئتين ثم ابو ئلاث مائة وتنظر الى البيوت وقد ارتفعت فيها الاشعه الى عنان السماء حيث تبدوا كالنجوم في السماء في ليله ظلماء وعندما بداء مشروع كهرباء عينات انثرت تلك العادة وفي حوار مع ابو مسلم تمنيت عليه ان يسخر جهده الاكبر الى صناعة الكوانين والقعادات اعتقادا مني ان سوقها سيكون رائجا اذا تم الترويج لها خصوصا في الخارج اضافة الى ان الكهرباء سوف تنهي فترة التريكات * لقد كانت مهنة الحداده مهنه دقيقة وهامه وبالنسبة لمجتمع فقير كان لا بد من وجود الحلول لاصلاح الكثير من المواد التي لا يمكن اصلاحها لولا حس فني ويد خبيره تقوم بذلك وساضع مثالين على ذلك اولا اذا انكسرت لديك ثعبة البرد الخاص بالشاي او البراد نفسه فان الحداد الماهر يستطيع اصلاحه بالقضبان وهي اسلاك حديد رقيقه يتم لف البراد اوالثعبه او كاشة التريك بها بطريقه فنيه فتزيد من عمرها ليس الافتراضي فالعمر الافتراضي الاول لها قد انقضى بل تعطيها عمر افتراضي جديد ايضا اذا انكسرت كاشة ( الزجاجه الخاصه بالتيرك ) اما لسقوطها او تعرضها لبروده او سخونه مفاجئه( غالبا مايتم كسر الكاشه اذا حصل للكاوس خزق لم يره صاحبه فتتسرب الحراره الشديده من هذا الثقب الى الكاشة فتكسرها ) او لخبطة من حصاة او عصى او غيرها فان لدى ابو مسلم الحل حيث يقوم بقص الزجاج العادي الى مستطيلات بحجم طول الكاشه الاصليه ثم يصنع دائرة منحنيه من حديد الشينكو بنفس حجم الكاشة الاصليه ويثبت المستطيلات الزجاجيه ضمن الحديد ليصنع منتجا جديدا عباره عن كاشه اخري تعمر طويلا * ان الحاجه ام الاختراع ولهذا كان من الصعب على أي فرد ان يستغني عن أي مفردة من اواني او مقتنيات المنازل لان الصناع المهره متوفرون لاصلاحها وتجديدها وتحتوي المحداده والمصوغه على تجهيزات موحده تقريبا فلا بد من وجود مطارق ومخلع وفتيك وسندان كبير وصغير ومتوسط بعض السندانات راسخ في الارض وبعضها متنقل على قطعة خشب كثيرا ما تكون على جزء من جذع نخله صغير( وكانو يقولون سابقا للدلاله على العمل الذي يتطلب قوة او جهد كبير ولا تقوم الا بجهد صغير له حيث يقولون ( ضربه بالمخلع خير من عشر بالفتيك ) والمخلع نوع من انواع المطارق الكبيره الحجم والفتيك نوع صغير منها – ودائما ما تكون المحداده او المصوغه فيها رائحة الاحتراق وقد تصيب الجالس ببعض اللهب الناتج عن قوة واشتداد اللهب الذي يتطاير حتى يصل الى اغلب الحاضرين اضافة الى صوت المطارق عند الضرب بها على الحديد الساخن الذي تحول الى اللون الاحمر حتى يسهل عليهم تطويعه ومده وفرشه واحنائه كما يرغبون – والفئوس او الشفار المصنوعه من حديد الكمالات او حديد المبارد ( واحدها مبرد ) والتي يتم تعريضها للنار ثم الماء تصبح طرية قابله للسن من أي حديده او قطعة حصاة بعكس السكاكين المصنوعه من الستنلس ستيل التي لا تدخل النار فانها شديده لا يظهر الحد فيها ولا تصلح غالبا للذبح لقد رايت بعض الشفار يقوم صاحبها بحلق شعر لحيته او يده بها من شدة حدها- وهناك الكير وقد نسيت اسمه وقد يكون في الجدار او على شكل كانون او معمول في على شكل صفيرية متوسطه مملوئه بالرمل المحترق الصلب وفي الوسط حفره تكون مكمن الحرارة الشديده المنتجه من خليط السخر ( فحم السلم ) الشديد القساوه كبير الحجم ويسمى صخر سمر يقوم بعض اهل الباديه بقطع السلم السمر وحفر حفره كبيره ووضع العود الذي نشف ويبس والذي غالبا ما يكون من العروق والاغصان الكبيره لكي تنتج صخر كبير الحجم ويقومون باضرام النار فيه ثم يدفنونه ويغطونه بالرمل لكي يحترق مخلفا الصخر المطلوب وحتى لا يتحول الى رماد – والكير دائما ما يكون مرتبط بانبوب يربط بين فجوه الكير او الكانون مع مولد هواء االى يدار باليد ( يسمى المنفاخ ) وينتج عن كل دوره باليد عشرات الدورات بالمولد وبما يولد كميه كبيره من هواء تمر من المولد الى الانبوب الى فجوة اللهب التي تغذى بالسخر لتكون بؤرة احتراقها شديده الحرارة وتتغير لون النار المنبعثة منها من الاصفرار الى الاخضرار وقد لا يتوفر ا لمولد الهوائي للحداد او الصائغ فتجد ان لديه الاله السابقه والتي عباره عن قربة ماء من الجلد المدبوغ تعمل لدى الدباغين ويكون فمها مربوطا بالانبوب ( والفم هنا هو فتحة الرقبه ) اما الجانب المقابل فانه يكون مفريا ومقسوما الى قسمين مستطيلين في كل قسم قطعه خشب مثبته به وفي كل خشبه مقبض بحيث يقبض الابهام باحد المقابض وتقبض بقية اصابع اليد بالمقبض الاخر فاذا اراد الصائغ او الحداد الهواء الشديد لكي يعمل على كيره فانه يفتح راحت يده ثم يسحب القربه ناحيته فتمتلئ بالهواء ثم يطبق على قطعتي الخشب ويلصقهما فتنقفل القربه ثم يدفع بالقربه نحو الكير فيتم اخراج ما فيها من هواء عبر الانبوب الى بؤرة الكير وهكذا دواليك وبسرعه موزونه اما يده الاخرى فانها تتحرك بحرية لوضع السخر وتحريكه على الجوانب ولوضع قطعة الحديد او سطل تذويب الفضه او غيرها من المعادن يتم ذلك بواسطة ( الكلبه ) والكلبة قطعتين من الحديد المستطيل المعكوفة نهايتهما يستعملان حتى الان في تحريك الجمر في الكوانين ووغالبا ما يكون لديه من يساعدة عندما يتطلب الامر الضرب بالمطارق ان الجلوس مع الصوغ او الحدادين لا يخلو من التعرض لبعض المخاطر سواء من حيث وصول بعض الشرار للحاضر او الرائحة الخاصه بحرق الحديد او اذابه الفضة او غير ذلك الا انه متعه كبيره لمن مارسها حيث يصعب عليه التخلي عنها لان المحداده او المصوغه تعتبر كديوانية او مقيل يتم فيها تبادل الاراء والمرح واللهوء البرئ كما يتم فيها مز الرشبه ( أي تدخين التمباك بواسطة المداعه التي هي الرشبه وكانت الرشبه حاضره في اغلبها باستثناء محدادة ابو مسلم فلا اذكر انني رايت رشبه وكذلك يتم شرب القهوه لان اصحاب تلك الاماكن يحملون ايضا ودا وتقديرا لمن يجلس معهم * والحدادين كان ارتباطهم باهل البلد اكثر بسبب ان صناعتهم مما يحتاجه المجتمع ووجودهم يساهم في اصلاح الكثير من المواد ولم تكن مواد قص الحديد او مكائن اللحام او الحديد المجوف متوفر فكانت الصناعات تقوم على ما توفر من مواد اوليه في الوقت الحاضر وبعد توفر تلك المواد فقد كثرت الصناعات للابواب والفتحات والنوافذ وغيرها وممن بداء فيها بعينات كما اعرف الاخ المهندس سالم محفوظ محبوب ثم الاخ المعلم عمر سنجل والاخ سالم عوض مرجان والمعلم رمضان عوض مرجان والمعلم عبد الله سالم بانجار وقد استقطبت اعمالهم اصحاب المنازل لما في صنعتهم من حرفية واتقان ولان ابواب ونوافذ وفتحات وكبتات الحديد مقاومه للارضه التي بدات تنتشر في كثير من منازلنا * ولا ن مهنه الحداد والحديد امران متصلان بتقدم الامم فقد ورد ذكرهم في القران قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ }سبأ10{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ }الأنبياء80{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13{آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً }الكهف96

ليست هناك تعليقات: