الخميس، 10 ديسمبر 2009

معيشة ابائنا جزء 2
ان ابناء الجيل الحالي والذين ولدوا بعد عام 1967 تغيب عنهم الكثير من المشاهد الحية في حياة ومعيشة ابائهم ومنطقتهم وما يعنينا هنا هي بلدنا عينات على وجه التحديد كيف كانت معيشة ابائنا وكيف كانو يقضون يومهم العادي وهو ما سنركز الضوء عليه ولعل الامر يجرنا الى تسليط الضوء الى زوايا اخرى من معيشة الاباء
تابع
وبما ان تقطيع الطابق الارضي واستعمالاته تختلف عن الطابق الاول فانه يتم ضم الضيقة والمياسم ويتم ادخال مساحاتها في الغرف وفق بناء الستر ويتم استخراج المحضره والغيله او الوضيع او المجلس والمطبخ والطهاره من المساحه وباستثناء المخوال الذي يتم تاسيسه منذ تاسيس البيت ويسمى المخوال وفي بعض الاماكن الحش (اما الكنبار فانه الموضع الذي يجلس عليه من يريد قضاء حاجته من الغائط)( فائدة ان عمارة البيوت في الجزيره العربيه بحسب معرفتي لم تعرف هذا النوع من الطهارات فغالبا ما يكون قضاء الحاجه لدى بعض المجتمعات اما في الفضاء خارج المنزل او على شواطئ البحر او على اسطح المنازل وفي بعض البيوت يكون هناك حفرة عميقة تسمى جليب ( بئر) يتم فيها قضاء الجاحه حتى تمتلئ وتغلق ليتم حفر بديل لها وهذا لا يتوفر الا للاغنياء – اما في مناطق شبوه وهي جزء من حضرموت فان الطهارات المعلقه موجوده في بعض المنازل حتى الان ولا توفر من وجهة نظري الخصوصية التي توفرها الطهاره ( الحمام ) القديم في منازل وادي حضرموت* ويتم الصعود الى الطابق العلوي عبر رقاد ملتوي ضيق راعى الاباء ان يكون مستوفيا لحاجاتهم الاساسية وتتمثل في ان يتسع لاخراج المتوفي محمولا على الاكتاف بكل احترام وتقدير) (ومفرد الرقاد رقده واحده ) ويكون الطابق الاعلى نسخة طبق الاصل للطابق الاول غير ان استعمالاته تختلف فلا بد ان تكون هناك طهاره ولا بد من مجلس او غيله وهناك المرواح الذي يكون بمثابة غرفة النوم للعريس الجديد ثم يتركه للعريس الذي يليه وهكذا ( ماعدى في بعض بيوت الموسرين وهم اقله ) وغالبا ما يستفاد من مربوعه الرقاد بوضع سحسوح مسمت بالرماد ويتم تعليق قرب الماء فيه – اما الطابق الاخير فغالبا ما يكون فيه ريم او ريمين ( الريم هو السطح ) وهو غير السطحه فالسطحه غالبا ما تكون في الطابق الاول اما الريم فهو في الطابق الاخير ويتم العناية بمحضته وزيادة التبل لكي يقاوم المطر ويكون في كل ريم مرعاضين او اكثر حسب اتساعه لتصريف مياه الامطار وغالبا ما توجد غرفه صغيره تسمى الرويعيه تستعمل غالبا لخزن المواد التي يرغب اهل البيت في تجفيفها وتستعمل في فترة فصول ايام النوم في السطوح لوضع الفرش البيسط فيها عند بداية نزول المطر المتقطع حيث ينزل اهل البيت في انتظار توقف رشات المطر للعودة وحتى لا يتحملون نقل الفرش طلوعا ونزولا فربما بداء المطر ثم توقف مرار * هكذا كانت البيوت القديمه للعائلات الفقيره واغلب سكان عينات يمثلون هذه الشريحه ومن اعجب الامور ان بعض المنازل بحجم ما شرحناه يعيش فيها اسرتين او ثلاث اسر او رب اسره واولاده ومنهم المتزوجون ففي الصباح يذهب الجميع الى عمله وفي المساء عند ما يحين موعد النوم يتجه الجميع الى تلك المنازل المملوئه بالمحبة والموده والرحمه فلا تجد شحناء ولا ضيق ولا علاق او شجار ينامون في غرفتين او غرفه واحده وفي ريمين او ريم واحد ويتناسلون ولا يحمل احد في قلبه للاخر أي شك او ريبه فزوجه الاخ هي اخت او خالة او عمة للجميع ( لقد قال لي من عاش في هذه البيئة انه اذا اراد زوجته لما شرع الله له فانه يقوم في منتصف الليل (والجميع نيام وقد لا يكونون كذلك فالبعض يتناوم عارفين ومقدرين ان الدور لاخيهم) ويدوس بخفة على رجل زوجته التي غالبا ما تكون في انتظار ذلك لتتبعه فيقضيان حاجه الجسم الطبيعية)
ان من الغريب انه في هذا الزمن وقد اتسعت المنازل واصبح لكل فرد متزوج غرفه منفرده فان الضيق في النفوس اصبح واسعا والشك في القلوب اصبح كبيرا
وقد يكون ذلك مرتبط بقناعه دينيه او بسبب مشاكل الاستماع للنساء او غيرها الا ان اغلب التباعد الذي يتم بين الاشقاء يتبعه انفصال تام بين الاسر وما يتبع ذلك من تباعد وهجر وقد يوصل الى القطيعه ولا يعود العم عما ولا الخال خال
ان المنازل القديمه بنيت لتحقق للاسره الامن والامان وضمت بين جنباتها قلوبا خيره مؤمنه صادقة وقد تختلف بعض المنازل في بعض التفاصيل ولهذا ساكمل في موضوع قادم بعض التفاصيل التي لم اوردها فيما مضى من الحديث لكي نستكمل هذا الجانب ونتطرق الى جوانب اخرى من معيشة ابائنا ( يتبع )

ليست هناك تعليقات: